الحمد لله القائل “ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها” وصلاة الله وسلامه على خير خلقه محمد وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان.
أما بعد، فيقول العبد الفقير لرحمة ربه محمد تقي الدين بن عبد القادر الهلالي الحسيني:
اطلعت على قصيدتين في أسماء الله الحسنى، إحداها للحافظ الضمياضي المصري رحمه الله، التزم فيها أن يجعل كل بيت مشتملا على اسمين. و الثانية للعلامة أحمد بن عبد العزيز الهلالي، لم يلتزم فيها عددا خاصا في كل بيت، فيشتمل البيت الواحد على ثلاثة أسماء أو أربعة. و ظهر لي أن أنظم قصيدة تشتمل على أسماء الله الحسنى، و ألتزم اسما واحدا في كل بيت و الباقي دعاء، فيسر الله ذلك و نظمتها في العاشر من ذي القعدة سنة 1397هـ، و الله أسأل أن ينفعني بها و ينفع بها من شاء من عباده الصالحين.
بــــدأت بـاســـم الإله الــواحـد الأزلــي
ذا الفضــــل و الجود و الإحسان لـم يزل
ثــم الصــلاة علــــى محــمــد و علـــى
آل الـنــبــــي ذو الإكــــــــرام و الــــنـــزل
لله أســمــــاؤه الحسنـــى فســـائـلــه
بهــا بصدق يكــون الخيـــر فيــه جـلــي
نــظـــمــتــها قـــاصدا وجــه الإلـه بهــــا
مسهـــلا حفــظــها للسائليــن و لــــي
فــقـــلــت و الله أســأل الإعــانـــة فــي
ما قد قصدته و التوفيــــق في عملــــي
إنــي من الله أرجــو اليسر فــي عجل
و أن ينجــيــــــني ربـــــي من الـوجــــل
و أنـــت رحـــماننــــا دنيـــــــا و آخــرة
فارحم بـــفضلك ضعفـي أعطني أملـي
و يـــا رحيــــما بكل المؤمنيــــن أجب
دعــــاء عبد ضعيــــف لج فــــي الــــزلل
يـــا مـــــالكا عبدك المضطر مبتهــــل
يـــا مـــــالكا عبدك المضطر مبتهــــل
قدوس طهر فـــؤادي كي أكون علــى
هـــدى و ذكرك ربـــي دائمــا شغلـــــي
و يـــــا سلام سلامـــــات تصـــاحبني
من كل ســوء و من عيب و من خطــــل
يــــا مــؤمنا أعطنــــي أمنا و عـــــافية
طـــول الحيــاة و يوم الــهول و الخجــــل
و يـــا مـهيمـن أمن جمعنـــــا أبـــــــدا
طـــول الحيــاة و يوم الــهول و الخجــــل
و يـــا مـهيمـن أمن جمعنـــــا أبـــــــدا
من المخــــاوف في التفصيــل و الجمـل
و يـــا عـزيـزا لك العز العظيـــم فــــجد
لـنــــا بـعــز إلــــى الآبــــاد مـتـصـــــــــل
جـبـار إنـي كـسيـــر أنـت تـجـبـرنـــي
و اكـسـر عـداتـي فـي الإبـكـار و الأصـل
إلــــــهـنـا مـتـكـبـر نـعـظـمـــــــــــــــه
فـــمـن تـكـبـر فـاردده إلــى الـسـفـــــل
يــا خالق الخلق هب لي خيرهم أبدا
و كـف عنـــي أذى ذي الــمكر و الحيــل
يــــا بـــارئا جـد بـــبرء منك في عجـل
و ألـبـس الجســم منه ســــابغ الحــلل
و يـــا مـصور حـبب لــي دعـــاك فمــا
إن يعتــري طلبـــي شيء من المـــــلل
غفــار فــاغفر ذنــــــوبا أنت تعلمــــها
قـد أوقعتنــــي في خسر و فـي خــــلل
قهـار فــــاقهـر عـدوا ظل يـــحقرنــــي
حتى يرى في الورى أدنى من الجعـــل
وهـــاب هب لي رزقا واســـعا غدقـــا
و الــــعلم والفقه مقرونيــــن بالعمــــــل
رزاق إنــــي فـقـيـر انــت تـرزقــنـــــي
فــــيسر الرزق و ابعثـــه علـــى عجــــل
فـتـاح أسألك الفتح المبيــــــن لكـــي
تــردي عداتـــي و إن كانوا على القـــلل
عليـــم جد لـــي بعلم منك يحملنـي
على التقى و احمني من عصبة الجدل
يــا قـابض اقبض عــدوا جاء يختلنـــي
و اضربــه بـــالضر و الإفــلاس و الخبـــــل
يـــا بـاسط الجود و النعماء تبسط لي
رزقــي و أنفقــه فـي أحســن السبــــل
يــا خـافض اخفض عداة الذكر كلــهم
و رافـضيــــن حديـــث أفـضــل الرســــــل
يـــا رافــع ارفع لنـــا ذكــرا و منزلــــــة
بـقفونـــا المصطفى في القول و العمـل
أنـت الــمعز فـمـن أعززتــه ارتفعــــت
رايـــات نـصـر له فــي السهـل و الجبــل
أنـت الـــمذل فمن أذللتـــه انهزمــــت
أجـنـاده و هـــوى فــــي شـر مدخــــــل
و يـــا سـميـع الدعـــا أدعوك مبتهـــلا
و أنـت ربــــي مجـــيــب كـل مبتهـــــــل
و يــا بصيــر بحالـــي قد مضى بصري
هـب لي البصيرة كي أنجو من الخطــل
إنــي إلى الحكم الأعلى أحاكم مـــن
بغــــى علــي و لم يصغــي إلى عـــذل
فـــــربنــا العدل من قد جاء يظلمنـــي
فـــخذه بــالـــقصم و الإتلاف و الـــــــعلل
ألطف بنا يـــا لطيف في الحياة و جــد
بــــحسن خــاتمة عند انقضـا الأجــــــل
و هـب لنــا يــــا خبير خبرة و حجــــى
بــه نسيـــــر بــجـد دون مـــا كســــــــل
و هب لـنــا يا حليم الحلم حيــن نـرى
مـن بعض إخواننـــا شيئـــا من اـــــلزلل
أنــت الـعظيم فـــعظـم أجرنــا كرمـــــا
و جد عـلـينــــا بـــفـضـل غـير منتقــــــل
أنـت الــغفور فــهب لــي منك مغفـرة
لــكل ذنب و هب لـــي أعظم النحــــــل
و يــا شكـور اجعلنـــي شاكرا أبـــــــدا
لمـــا مننـــت به و أعطنــــي سؤلــــــي
و أعـل قـدري يــــا علـي عنـــــــدك ثــ
ــم عنـد كـل الــورى من سافل و علـي
و يـــا كبير اجعل الإكبار يصحبنـــــــــي
و أصغر الـــقرن و اجعلـــه من الـــــسفل
و يــــا حفيظا على الأشيــــاء أجمعها
بــارك جهودي و احفظني من الفشـــل
و يــا مقيــت فــيسر قوتنـــــــا أبـــــــدا
مـن الـــحــلال و نجنــــا مـن الــبخــــــل
أنـت الحسيب فحسبــي أن أنال رضا
ك كنـــت فــي حزن أم كنت في جـــذل
و يــا جليـــل فـــأعــط حزبنـــا أبـــــــدا
عـز الـــجلالــة و احفظنـــا من الوجـــــل
و يـــا كريم الـــعطايــا نحــن فــي ظمإ
فــأعطنـــا الــورد فـــي نهل و فــي علل
أنــت الرقيب فجد بالستر منك علــى
ما كــان منـــي مـن ذنب و من خــــــلل
و يـــا مجيب الدعا أجب دعائـي و احــ
ــفظنــــي بفضلك من ذل و من خجـــل
يـــا واســع الجود وسـع رزقنــا أبـــــدا
و امـنن علينــــا بخل نـــاصر و ولــــــــي
و يـــا حـكيـم فهب لي حكمة و هدى
و امـنن بنصر مبيـــن شــــافيا غـللــــي
و يــا ودود فــهب لـــي الــود أجمعــــه
حتــى أفــوز بـــــشـوق جـد مكتمـــــــل
و يـــا مـجيـــد فــمجدنا بذكـرك فـــــي
عـسـر و يـسـر بــــلا عـجـز و لا مـــــــلل
يــا باعـث ابعث لنا النصر المبين على
محاربيـــن لـــدين الــحق فــي عجـــــل
أنـت الـــشهيد علـى قوم طغوا و بغوا
و حاربـــوا دين خـير الـــخلق و الـــرسل
يــا حق أعــداء دين الـــحق قد غــدروا
و حـــاربـوا نــشـره بالــمـكـر و الــــحيــل
و يــا وكـيـل عليـــك الـيوم معتمـــدي
فــكن نصـــيري و احفظنـي من الخطــل
و يـــا قـوي فـــــقو الــــيـوم زمرتنـــــــا
علـــى الــجهاد بـــجد دون مـا كســـــل
و يـــا متيـــن فـــمتن حزبنـــــا أبــــــدا
و اجـــعله كالــــطود دوما شامخ القـــلل
و يـــا ولـي تـولنــــا بــــــنـصــرك و اجــ
ــعل من يحــاربنــــا يسيــر فـي الوحــل
و يـــا حـميـد فـوفقنا لــحمدك فـــــــي
عسر و يسر و فــي أمن و فــي وجـــــل
و أنــت محص لــمن عادى الهدى أبدا
فـــأوقعنـــهم بـمـــا كـادوه مـن دخـــــــل
يـــا مبدئ أعطنــا أمنــا و عــافيـــــــــة
إذا أقـمـنــا و فــي الأسـفــار و النقــــــل
و يــا معيـد أعد للـــدين صـولتـــــــــــه
كمـــا تـقـدم فــــــي أسـلافـنـــــــا الأول
و أنــت محيـي الرفـاة أحي أنفسنــــا
بــسنة المصطفى في القول و العمــــل
و يــا مميت اجعل التهليل يصحبنـــــــا
عنـد الممـــات لــكي ننجو من الخجــل
يـــا حـي أحـي فؤادي كي أكون على
نـهـج الــسلامـة في حلي و مرتحلـــي
يـــا رب إنــك قيــوم فــــلا أحـــــــــــــد
يـقـوم إلا بـمــا تـولـيـــه مــن نـحـــــــــل
يـــا واجـــد جــد لـنــــا طـرا بـمـعـرفــة
بهـا نحل الـذي استعصـى مـن العضـــل
يـــا مـاجـد هب لنـــا مـجـدا يميزنــــــا
عـن الألـــــى قد غدو من زمرة الهمــــل
يـــا واحد هب لنا التوحيد أجمعـــــــــه
و اجعلــه حليتنـــا ننجــوا من العطــــــل
و أنــت يـــا ربنـــــا إلهنــــــــــــــــا أحـد
لا يرتضــي الشـرك إلا كـل ذي خبـــــــل
يـــا فرد أنـت بخلــق الـخـلـق مـنـفـرد
فـــمن يـوحـدك يـبـلـغ غـايـة الأمـــــــــل
و أنـــت يــــا صمدا مـن يـقصـدنـك يفز
بـكـل خـيـر عـلـى الآمـال مـشـتـمــــــل
و أنــت يـا قـادر قـدر لنــا ظـفــــــــــــرا
علـى الذيـن بـغـوا مـن جـمـلـة الــــدول
و أنـــت مـقـتـدر بــــــالـحـلم مـتـصـف
فـــاغـفر لنـــا ذنبنـــا يـــا غـافر الــــــزلل
و يــا مـقـدم قــدم وفـدنـــــا أبـــــــــــدا
و اجـعـل عـلـى فـضـلـك المرجو متكلي
و يـــا مـؤخـر أخـر مــن يحــاربـنـــــــــا
و اجـعله يا سيـدي فـي زمرة السفــــل
يـــا أول اجعل مقامـــي أولا كرمــــــــا
و حـبـك اجـعـلـه لي أحلى من العسـل
يـــا آخـر أخـرن أعــداءنـــا أبــــــــــــــدا
و جــد عــلينــا بـــنصر جد مـكـتمــــــــل
يـــا ظـاهر أظهرن حـزب الرشاد على
مـن جـاء يـخدعـــهم بالـخبث و الدخـــل
يـــا بـاطن فـــاجعلـــن باطنـي أبــــــدا
خلــــوا من الــغم و الأضغـان و الدغـــــل
و أنــت والي الألى يستنصرون علــى
أعدائـــــهم بــك فـــي الإبكــار و الأصـــل
يـــا ربنـــا المتعـــال فاحمنـــا أبــــــدا
مــن كـل ذي إحن للــــرشد منتحــــــــل
و منـــك يـــا بر أرجــو البر يغمرنـــــــي
حتـــى أجـئ غـدا فـــي أفضل الثللـــي
تـواب تـب و تقبــل و اكفـنـــا أبـــــــــدا
أذى ذوي الـــشر مـن حاف و منتعـــــــل
و أنـت منتقـم رب انتقم لــــــــي مـن
كـل الــعدا و ارمـــهم بالــذل و الـهبــــــل
و يـــا عفو اعف عـن ذنبـــي فـإنك ذو
فضـل عظيـم على المستعتب الوجــــل
و يـــا رؤوفــا بكل الـــمؤمنيــــــن أقـل
عـثـار عبـد ضـعيــف مسـرف خـجــــــــل
يـــا مالك الملك هب لي بغيتـي كرما
و كف عنــي أذى ذي الـبغي و الخطــــل
يـــا ذا الجلال و الإكرام اغفرن زللي
و كن معــي أبدا فــي الـــحادث الـــجلل
يا مقسط هب لنا القسطاس يصحبنا
إذا حـكـمـنـــــا بـــعـدل دون مــا خــــــلل
يـــا جامع النــاس فـاجمع شملنا أبدا
علـــى الــهدى بــاتباع أفضــل الرســــل
و أغننـــا يـــا غني بـالــــغنى كرمـــــا
و امنن بــرزق يـرى كـالــــوابل الهطـــــل
و أنــت مغني الورى و العبد في ظمإ
فـــأسقـه عـللا مــن بـعـد مـــا نـهـــــــل
يـــا مانع امنع عبيــدا يحتمي بك من
ظلم الـــعداة و أهلكــــهم علــى عجـــل
يـــا ضــار إنـــــــي مـضـرور و مـفـتـقـر
إلـــــى رضــــاك فــــجد بـالسؤل و الأمل
و أنــت يـــا نــافع انفعنـــي بــــمعرفة
بهـــــا تزيننـــــي من وصمـــة العطـــــــل
و أنـــت نور و قلبـــي مظلم وهــــــــل
فـــــامنن بـــــنور و أمن مذهب و هلــي
و أنــت هـــاد فـــــجد لي بالهدى أبدا
حتــــــى أسير بـــلا خـبـــط و لا وحـــــل
و يـــا بديــع السما و الأرض خذ بيدي
و سهل الـــسير لــي في أقوم السبــل
و أنـــت وحـــدك بــاق لا تزول و مــــن
سواك يلقى الفنى في السهل والجبل
يـــا وارث الأرض و الآفـــاق جد كرمـــا
بـــحسن خاتمــة عند انقضـــا أجلـــــي
و يـــا رشيـد بــنهج الــرشد تسلكني
حتـــى أجـــيء غدا في أحسن الحــلل
و يـــا صبور فــــهب لــي الصبر أجمله
علـــى الـــنوائب في حلي و مرتحلـــي
و يـــا مغيـث الــورى لا أستغيث سوا
ك إن غوثـــك لـــي يغنـــي عن الـــخول
و يـــا قريــــب بنيل القرب منك فــجد
إنـــي بـــــبابك ما لــي عنه من حـــــول
إنـــي بأسمائــــك الحسنى دعوتك لا
يخيــب فيــــك الرجا يـــا واحدا أزلـــــــي
ثـم الــــصلاة و تسـليم يـصاحبـــــــــها
علـــى الــــذي جاءنـــــا بـــأفضل الـملل
محمد الـمصطفــــى و الآل كلـــــــــهم
مـــا أترب الـــعيس حاد سار بـــــــــالإبل