العنوان: الدعوة إلى الله في أقطار مُختلفة.
المؤلف: العلامة الدكتور محمد تقي الدين الهلالي الحسيني – من علماء الدار البيضاء.
الأجزاء: مجلد في أربعة وثمانين وثلاثمائة (384) صفحة.
المحتويات:
– المقدمة: بين فيها الشيخُ رحمه الله سببَ تأليفه للكتاب، وهو سؤال خلْق كثير من الإخوان في المشرق والمغرب تأليفَ كتاب في سيرة الشيخ ومالقيَهُ في حياته في الحل والترحال، وما جرى عليه من حوادث وأخبار، وخاصة في الدعوة إلى الله في الأقطار المختلفة. وما جرى بينه وبين علمائها من مباحثات ومحاورات، لكن الشيخ رحمه الله -لموانع منعته- اقتصر على ما يتعلق بالدعوة إلى الله من سنة 1340 إلى 1391 للهجرة، سائلا الله أن ينفع بالكتاب كل من قرأه أو أعان على نشره بقليل أو كثير.
قلت: والكتاب حافلٌ بالفَوائد الفَرائد، والنَّوادر الشَّوارد، ولكونه على نمط واحد في عرض الحوادث وتسلسل وترابط الأفكار؛ اقتصرتُ على بعض فصوله ودروسه، مُرغبا في اقتنائه واستقرائه، كيف لا؟! وهو يصدق فيه حقيقةً قولُ القائل:
خَليلي كتابي لا يَعافُ وِصَاليَا
وإن قلَّ لي مالٌ وَوَلَّى جَمَاليَا
كتابي جَليسي لا أخافُ ملالَهُ
محدّثُ صدقٍ لا يخافُ ملاليَا
كتابي بحرٌ لا يغيضُ عطاؤهُ
يفيضُ عليَّ المالَ إن غاضَ ماليَا
كتابي دليلٌ لي على خيرِ غايةٍ
فمن ثَمّ إدلالي ومنهُ دلِاليَا
– الدعوة إلى الله في الإسكندرية: افتتح الشيخ رحمه الله هذا الفصل بقوله: (أيُّها الداعي، قدِّم مرادَ الله يقدِّم اللهُ مرادَك، ما مِن داعٍ يدعو إلى أمر بجدٍّ وإخلاص إلا ويحصلُ على شيء ما، سواء كان مُحقا أم مُبطلا، لكن المُبطل عاقبته خُسران عاجل أو آجل، والمُحقُّ له العاقبة الحسنى في العاجل والآجل {أَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ}، كلُّ مَن قرأ تاريخَ الدَّعوات الباطلة من دعوات الخوارج والشيعة والباطنية وما تفرَّع منها يعلمُ يقينا صحَّةَ ما أشرتُ إليه أعلاه، ولابد أن يكون الدّاعي -مع إخلاصه- عنده شيءٌ من العلم بما يدعو إليه، وشيءٌ من العلم بقواعد الدعوة).
ثم أشار الشيخ رحمه الله إلى خروجه من الطريقة التجانية مُحيلا التفصيلَ إلى كتابه “الهديَّة الهادية إلى الطائفة التجانية”، ثم توجهه إلى مصر ولقيانه إمام الدعوة في ذلك الزمان السيد محمد رشيد رضا وغيره من العلماء الأخيار رحم الله الجميع.
– امتحان الدعاة إلى الله: ذكر الشيخ رحمه الله أن الدعاة إلى الله يُمتحنون على قدر إيمانهم وصبرهم وتجلُّدهم، وذكرَ ما لقيه من أحد التجانيين لطرده من بيت مغاربة مستوطنين بالإسكندرية.
– سبب منع أبي السمح من الصلاة والوعظ في مسجد أبي هاشم برَمْل الإسكندرية: ذكر الشيخ أن بعض المنتسبين إلى العلم في مدينة الإسكندرية ورمْلها أنكروا على الشيخ أبي السمح دعوتَه إلى السلفية، وسمّوها وهَّابية، وكادوا له كيدا عظيما، واتهموه بتهم هائلة بل ودَبَّرُواْ له المكايد، وهذا كله بسبب دعوته إلى التوحيد والسنة ونبذه الشرك والبدعة.
– الدعوة إلى الله في الصعيد: ذكر الشيخ احتفاءَ الناس به في الصعيد، وتربُّصَ بعض المتعصبة به، لكن الأمر كما قيل:
إذا اصْطَفاكَ لأمرٍ هَيَّأَتْكَ له
يدُ العِناية حتى تبلُغَ الأمَلا
– عودة إلى دروس الوعظ: ذكر الشيخ توبةَ شيخ البلد الشيخ يوسف، وبعده تاب أهل البلد عن بَكْرَة أبيهم إلا بيتين، وبعدما كان السلفيون ممنوعين من جميع المساجد -لأنهم وهابيُّون أهلُ مذهب خامس كما يزعم مخالفوهم- تصافح أهلُ القرية كلهم، وزال كلُّ ما كان بينهم من العداوة في الدين والدنيا… وهذا كله بفضل الله تعالى ثم بدعوة الشيخ رحمه الله السنية السلفية.
ثم نبَّه الشيخُ إلى أمر خطير يجهله كثير من الناس فقال رحمه الله: (وكأني بعابد القبر يقول: يا هذا، لقد أسْرفتَ في القول، فهل يَعبدُ مسلمٌ يشهدُ أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسولُ الله قبْراً؟ فأقول في الجواب: يُمكنكَ أن تُغالطَ بهذا الكلام غيري، أما أنا فلا تستطيع أن تُغالطَني لأنني أنا بنفسي كنتُ أعبدُ القبورَ، فهداني اللهُ إلى توحيده، وهدى بي خلقاً كثيرا ولله الحمد، وأزيدُكَ على ذلك ما يُخرسُكَ ويُلقمُكَ حجرا: أنَّ الجُهالَ في هذا الزمان من أهل البلاد الإسلامية -وما أكثرهم!- يعبُدون القبورَ والأنصابَ بل والأشجارَ، ويعبدون كلَّ شيء حتى الحمير، ودونك البُرهانَ القاطع..) ثم برهن الشيخ على قوله ببراهين وأدلة واقعية معلومة في كثير من بلاد الإسلام.
– المناظرة: ذكر الشيخ رحمه الله مناظرته لأحد علماء الأزهر المعروفين بغزارة العلم وطلاقة اللسان، والذي قال أثناء المناظرة: أُشهدُكم أني رجعتُ عن كلِّ ما قلتُه في هذا الأستاذ المغربي؛ فإن الناسَ نقلوا لي عنه مسائل مكذوبةً عليه، وأشهدُ أنه من العلماء المحققين، وإن كنت أخالفه في بعض المسائل.
– قَدِّم مرادَ الله يقدم اللهُ مرادَك: ذكر الشيخ أبياتا جميلة في هذا الفصل أحببت أن أزفها إلى القراء الكرام وهي:
الأول:
تَعفَّفْ ولا تَبْتَئسْ
فمَا يُقْضَ يَأْتيكَا.
الثاني:
اجْعَل الهَمَّ واحدا
وَارْضَ بالله صاحبا.
الثالث:
عسى فَرَجٌ يَأْتي به اللهُ إنَّهُ
لهُ كلَّ يومٍ في خَليقَته أمْرُ.
– من مخارق شيوخ المتصوفة المبتدعين: ذكرَ الشيخُ رحمه الله قصةَ الشيخ الذي أوحى إليه شيطانُه أن يأتي بمَخْرقة ليُرهب قومَه بها ويَسْتدرَّ خدمتَهم وأموالهم، فَاندسَّ تحت مقعد خشبي وسَدل عليه ستارا، فجعل الناس يُفتِّشون عنه في البلد كله، فلمَّا خَلاَ له الجوُّ خرج من مخبئه وقعد في مكانه، فلما وجدوه أحاطوا به يتمسَّحون به ويُقبِّلون يديه وهم في هَلَع عظيم، وقد أخبرهم بأنه زار المجاهدين في ليبيا ووجدهم في معركة عنيفة مع الإيطاليين!
– الدعوة إلى الله في تطوان: ذكر الشيخُ فزعَ الإسبانيين المستعمرين من قدومه، وظنُّوا أن الشيخ مبعوث من الألمانيين ليتصل بالزعماء المغاربة، وكيف تواطأ الإنكليز مع السفارة العراقية في روما أنْ لا تجدِّدَ جواز سفره، وغيرها من الابتلاءات والامتحانات.
– الحوادثُ التي وقعت أثناء إقامتي في شمال المغرب: ذكر الشيخ مالقيه من الشيخ أحمد بن الصديق الغماري شيخ الطريقة الشاذلية -الدرقاوية- في طنجة ِمن طعنٍ في علمه، واتهامه بالعمالة، وغيرها من الافتراءات، وقد ردّها الشيخٰ بالحجة والدليل.
وذكر الشيخُ رحمه الله قصةَ الرجل الذي همَّ بقتله ثم تاب بين يديه، قلت: ومصداقها قول نبينا صلى الله عليه وسلم (احفظ الله يحفظك..).
– معركة مع شيخ متصوف من أهل تطوان: وكان يزعم أنه يحجُّ بطريق الخطوة، بحيث يسافرُ إلى مكة بخطوة واحدة!! وقد عُزل من جميع المناصب العلمية والدينية بعدما افتضح أمره.
– عقيدةُ الأشعرية المخالفةُ لعقيدة السلف الصالح: يقول الشيخُ رحمه الله: (بعدما استقررتُ في تطَّوَان، أنشأتُ هناك مجلةً شهريةً سمَّيتها “لسان الدِّين” ونشرتُ فيها مقالات بيَّنتُ فيها بُطلانَ عقيدة الأشعريَّة التي يَدين بها أهلُ المغرب منذُ عهد محمَّد بن تومرت ودولةِ الموحِّدين التي هي ثمرةُ دعوته إلى يومنا هذا، وكان أهلُ المغرب قبل ذلك على عقيدة السَّلف الصَّالح، حتى إنهم لمَّا وصَلَ إلى المغرب كتابُ “إحياء علوم الدين” لأبي حامد الغزالي؛ أجمعوا كلُّهم على إحراقه، واتَّفقَ عُلماء العَدوتين الأندلُسيَّة والمغربية على ذلك لما فيه من علم الكلام المذموم كقوله: “ليسَ في الإمكان أبدعُ ممَّا كان” يعني: لا يُمْكِنُ أن يخلُقَ اللهُ عَالمَاً أفضلَ من هذا العالم!!!).
ثم بين الشيخُ رحمه الله أن آخرَ الدُّول المغربية التي كانت مُتمسِّكة بعقيدة السلف الصالح هي دولة المرابطين، ويُسمّون أيضا بالمُلثَّمين واللَّمتونيين، وبينَ رحمه الله أنَّ الإمامَ أبا الحسن الأشعري رحمه الله بَريءٌ من العقيدة المنسوبة إليه، يقول الشيخ: (لأنه رجع عنها وألَّف كتاب “مقالات الإسلاميِّين واختلاف المصلين” وبين فيه أنَّه على عقيدة أصحاب الحديث والسّلف الصالح من الصحابة والتابعين والأئمة المجتهدين، وسمَّى منهم الإمام أحمد بن حنبل، وألَّفَ أيضا كتاب “الإبانة عن أصول الديانة”، وألَّفَ الحافظُ ابن عساكر كتاب “تَبْيين كذب المُفتري فيما نُسب إلى أبي الحسن الأشعري”. والطَّائفةُ التي تُسمِّي نفسها أشْعريَّةً تركت كُتبَه التي رجع إليها، وتمسَّكت بالعقيدة الكلابية والمعتزليَّة التي كان عليها وتاب منها).
وهكذا يأخذنا الشيخُ رحمه الله في رحلاته وصَوْلاته وجَوْلاته النافعات اليانعات اليافعات، في فصول جيدات ماتعات، تزيدُ أهلَ الحق همةً وثباتا وطمأنينة، وتهدي الحيارى إلى الصراط المستقيم، فهَاكَها -أي الفصول- مجردة عن التعليق اختصارا للطريق.
– التَّعيينُ في خزانة الكُتب العامَّة. -خَمسُمائة بسيطة من وزارة الأوقاف. -غضبُ رئيس الوُزراء أحمد الغَنيمة. -معركةٌ مع فقيه مُقلِّد مُشْرك. -ترَفُ أهل تطَّوان. -الأميرُ المُلاّلي والإستسقاء. -صلاةُ الاستسقاء. -الاجتماعُ بالأمير المُلاّلي. -الاستسقاءُ بذبْح الخيل. -الاستسقاءُ بالحصى. -هجْوُ فقيه مُبتدع مرَّ علينا ولم يُسلِّم. -انتقامُ المُستعمِرين منِّي. -الاتِّصالُ بالوَطنيِّين المُقاومين للاسْتعمار. -تأليف مُختصر هدْي الخليل. -التعاون مع الإمام حسن البنا رحمة الله عليه. -الاجتماعُ بالحاكم الإسباني. -الانتقال إلى تطوان. -لماذا خَذلَني خليفةُ السُّلطان مولاي الحسن بن مهدي. -طلبُ أمير شَفشاون للصُلح مرَّةً أخرى. -عاقبةُ أمير شفشاون اليزيد بن صالح. -بين اليزيد والمُلاّلي. -شُكرُ أهلِ شَفْشاون في قصيدة من بحر الطويل. -كيف كانت عاقبةُ وزير العدل. -تبديلُ الدراهم في البنك. -في مكتب كَاسَاسَ مرّةً ثانية ثم الثالثة. -في السِّفارة الإنكليزيَّة. -حادثةُ أصيلا. -السَّفرُ إلى مَجْريطَ ثُمَّ إلى القاهرة. -الإقامةُ بالقاهرة. -الصِّدْقُ مَنْجاةٌ والكَذبُ مَهْلَكَةٌ. -الدَّعوةُ إلى الله في العراق. -جامعُ الدَّهَّان. -تطْهيرُ الجامع من البدع. -هُجومُ مُدير الأوقاف علينا. -وقوفُ فضيلة الأستاذ مُنير القاضي إلى جانب الحقِّ. -مَكيدةٌ أخرى. -أخذُ الأُجرة على صلاة الجمعة. -مُلاحقةُ الاستعمار الإنكليزي لمُؤلف هذا الكتاب. -الدَّعوةُ إلى الله في الدُّورة. -كيف كان حالُ السَّلفيِّين؟ -مُناظرةُ مؤلِّف هذا الكتاب لحَبيب الله بن مَايَابَا الشنقيطي. -مُداهنَتُه لمن يُسمِّيهم بالوهَّابية. -إزالةُ بُستان فاطمة. -العَشاءُ في قصر الملك حُسين. -ملكُ الحجاز غيرُ المُتوَّج. -عبدُ الرؤوف الصَّبَّان. -السَّفرُ إلى الهند. -حادثةٌ عجيبة. -التَّجوُّلُ في الهند. -السيِّد سُليمان النَّدوي. -لقاءُ الشيخ مصطفى آلِ إبراهيم. -السَّفرُ إلى العراق في الباخرة. -الوُصول إلى الدُّورَة. -مُناظرة بين المؤلف وبين مُجتهد الشيعة في المُحمَّرة. -مُناظرة بين المؤلِّف وبين شيعي آخر. -شيخٌ مُتملِّق. -الدَّعوةُ إلى الله في النَّخيل. -الاختلافُ مع الشيخ عبد الله بن بلْهيد. -الشيخُ الطيِّب التَّنْبَكيّ. -الشيخُ محمود شُوَّيْل. -الخروج إلى البادية. -ذِكْرُ ما قُلتُه من الشِّعْر أيَّامَ إقامتي الأولى في المدينة. -بيانُ قصَّة ابن منْصور الواردة في القصيدة اللاميَّة. -القصةُ الثانية وهي أفظع. -التَّدريسُ في المسجد الحرام. -التدريس في المعهد السعودي. -السفر إلى الهند. -مِحْنَة -مَكْرُمة عربيَّة. -رحلةٌ إلى أفْغانستان. -الشيخُ عمر أوزْبَك. -الكلامُ بالعربيَّة. -زيارةُ الملك. -لماذا لم أَحْرص على زيارة الملك. -المَرَض بالحُمَّى النَّافض. -علاجٌ غريب. -حالُ المُسلمين في أفغانستان في ذلك . -بُوزْدُوزَخْ. -عودةٌ إلى مصر. -استدْراك. -عودةٌ إلى حُدود الهند. -رُكوب الفيل. -الحُمَّى النَّافض. -الدعوةُ إلى الله في مكناس. -المكيدةُ الثانية. -لمكيدةُ الثالثة. -المدرسةُ الحسَنيَّة. -الرجوع إلى المدينة المُنوَّرة. -ثم فهرس الموضوعات.
رحم اللهُ الشيخَ العلامة المجاهد محمدا تقي الدين الهلالي، وجزاه اللهُ خيرَ ما جزى به عالما عن أمته.
المصدر: موقع هوية بريس 18 أكتوبر 2013م