وجاء في صحيفة (المساء) في عددها الأسبوعي رقم 2204 الذي صدر بتاريخ 14 من جمادى الآخرة سنة 1382 – 11 من نوفمبر 1962 بقلم الأستاذ الناقد فاروق منيب ما يأتي :
البهائية
للأستاذ عبد الرحمن الوكيل
لعل من أسباب تفرق كلمة المسلمين منذ القديم، هو ظهور الفرق والمذاهب الاسلامية المختلفة، ولكن مهما تناقضت هذه الفرق فيما بينها، فإنها في النهاية تصب في مجری الإسلام العام، تؤمن بأركانه الأساسية، وقيمه ومثله الروحية التي جاء بها القرآن الكريم والحديث الشريف. ولكن المذهب الذي تعدى هذه الأصول والقواعد الإسلامية جميعها، هو مذهب البهائية.
والكتاب الذي ألفه الأستاذ عبد الرحمن الوكيل يبين اتجاهات ذاك المذهب وتياراته، مدللا على رأيه بالتطبيقات العلمية والآراء والحجج المنطقية التي استقاها من تاريخ البهائية والظروف التاريخية التي نشأت في خلاها دعوتهم..
إن أهم خطر ينبع من الدعوة البهائية هو ارتباطها التاريخي بالاستعمار فلقد روج الاستعمار لهذا المذهب واحتضنه منذ البداية. ومنذ عام 1893م ظهرت البهائية في أمريكا التي افتتحت لها المراكز العديدة، وحشدت لها كل الإمكانيات اللازمة لبث دعوتها المزيفة. وأيضا انتشرت هذه المراكز العديدة وحشدت في روسيا القيصرية وانجلترا، ووجدت بهما أنصارا لها يروجون دعايتها الفارغة الطنانة. واستعملت البهائية في نشر دعوتها أساليب التضليل والمظاهر الكاذبة حتى غلفت أهدافها الحقيقية وراء هذه المظاهر الخادعة..
والدعوة البهائية لم تقتصر على الاتصال بالاستعمار، وإنما كان لها شأن أيضا في سرقة أفكار الآخرين وتشويش عقائدهم. فعلى حين يقول سفر متی (لا تقاوموا الشر، بل من لطمك على خدك الأيمن فحول له الآخر أيضا) وورد أيضا (أحبوا أعداكم، باركوا لاعنیكم، أحسنوا إلی مبغضيكم وصلوا لأجل من يسيئون إلیكم ويطردونكم) في حين يقول سفر متى هذا، يقول البهاء (البهائي يحب جميع العالم كأنهم إخوته، فإذا ضربه أحد فلا يعامله بالمثل ولا يتكلم عنه بسوء). إن البهائية تنافق وتكذب وتدعي في سبيل أن تكسب أنصارا ومؤيدين بأي ثمن، حتى ولو كان ذلك التأييد على حساب عقائد الإسلام الأساسية ومثله وقيمه الرئيسية.
وفي لندن تتركز البهائية، إن عبد البهاء يقول : (إن لندن ستكون مركزا لنشر الأمر) يقصد البهائية طبعا.
ويناقش الأستاذ عبد الرحمن الوكيل في كتابه “فلسفة البهائين” ويكشف عن تضليلهم لعقول مريديهم الذين يستهويهم البريق الزائف لكلامهم المعسول.
إن البهائية تدعي أن الميرزا (حسين النوري) هو ذلك الجسد الذي تجسدت فيه الحقيقة الالهية بكمالها الأعظم.
وأما موسى وعيسى ومحمد، وكل الرسل فلم تكن لهم من مهمة سوى التبشير بظهور الله في جسد البهاء. وإعداد القلوب وتهيئتها لقبول تجلي الله الأتم الأكمل الأبهى في الميرزا (النوري). انتهى منقولا من مجلة الهدي النبوي التي تصدرها جماعة أنصار السنة المحمدية بالقاهرة.
أقول، ومن عقائد البهائية زيادة على ما تقدم إنكار قیام الساعة، ويزعمون أن ما جاء في القرآن من ذكر قيام الساعة، إنما يراد به ساعة قيام البهائية. هذا وهم يكذبون القرآن والرسول صلى الله عليه وسلم.
تقي الدين الهلالي
جريدة الميثاق: عدد 15 جمادى الأولى 1383هـ موافق 14 أكتوبر 1963م. ص: 2.