لا حاجة إلى تعريف قراء ”الفتح” بالرجل العظيم والكاتب الشهير الطائر الصيت في العالم المستر برنارد شو. هذا الرجل من أحرار الغرب الذين لم يكتموا ما انكشف لهم من أنوار الإسلام ونبي الإسلام عليه من الله ألف سلام. فأينما حل برنارد شو أشاد بذكر الإسلام وأدى الأمانة العلمية وكانت خطبه قرعا على كبد القسيسين المتعصبين والمتفرنجين الخونة، وقد رأيت له كلمة نشرتها مجلة “ذى مسلم رفيو” وهي مجلة دينية تصدرها باللغة الإنكليزية مدرسة الواعظين لأفاضل الطائفة الجعفرية بلكنو مصحوبة بصورته، وهذه ترجمتها:
إنني دائما أحترم الدين الإسلام غاية الاحترام لما فيه من القوة الحيوية. فهو وحده الدين الذي يظهر لي أنه يملك القوة المحولة التي تغير صورة الكون، ذلك لأنه يوافق كل جيل ويتمشى مع مصلحة البشر في كل زمان. لاشك ان العالم يقدر تكهنات رجل مثلي. أنا على يقين أن دين محمد سيكون دين أوروبا في غد (المستقبل) كما أنه قد اخد الأوروبيون يقبلونه من اليوم.
لقد طبع رجال الكنيسة في القرون الوسطى دين الإسلام بأبشع طابع ولونوه بلون أسود حالك إما جهلا وإما تعصبا. أنهم كانوا في الحقيقة مسوقين بعامل بغض محمد ودينه. فعندهم أن محمدا كان عدوا للمسيح. لقد درست سيرة محمد الرجل العجيب وفي رأيي هو بعيد جدا من أن يكون عدوا للمسيح. إنما ينبغي أن يدعي “منقذ البشرية”. لاريب أنه لو كان في أمريكا رجل مثله قد تولى دكتاتوريتها لنجح أعظم نجاح في حل مشكلاتها بطريق يضمن لها السلام والسعادة التي هي في أشد الحاجة إليهما. وقد رأى عظماء المفكرين من أهل النزاهة مثل كار ليل و غوتي و جيبون في القرن الـ19 وجوب تقدير وإجلال دين محمد، وقد أحدث رأيهم شيئا من التغيير في سلوك الأوروبيين مع الإسلام. لكن أوربا هذا القرن (العشرين) قد تقدمت في ذلك تقدما بعيد الشأو. وقد أخذوا يقعون في الهيام بعقيدة محمد. وفي القرن التالي سيكون أهل أوربا أكثر معرفة بفائدة إعتقاد محمد في حل مشكلاتهم وبهذا يمكنك أن تفهم ما تكهنت به، وقد انضم كثير من قومي والأروبيين إلى دين محمد ويمكن أن يقال أن إسلام أوربا سيكشف النقاب عن قضيتكم (الخطاب للشرقيين) الخاصة.
لكنو 3 ذي الحجة سنة 1351
محمد تقي الدين الهلالي
صحيفة الفتح: العدد 341 – السنة 7 – الخميس 25 ذي الحجة 1351 – ص: 9