55- فلان يريد مقابلة الرئيس:
من العبارات التي شاعت وذاعت في هذا الزمان وهي من الكلمات المولدة التي لم تستعملها العرب قولهم فلان يريد مقابلة الرئيس على صيغة المصدر. ويستعملونه أيضا فعلا: كقابلته وأقابله، أو أن الرئيس لا يقابل أحدا في هذا اليوم. وكل ذلك استعمال فاسد ولا حاجة إليه والصواب أن يقال فلان يريد لقاء الرئيس أو الاجتماع به وما أشبه ذلك قال صاحب اللسان واستقبل الشيء وقابله حاذاه بوجهه، وقال في موضع آخر ويقال فلان جلس قبالته، أي تجاهه ثم قال: ومقابلة الكتاب بالكتاب وقباله به معارضته، وتقابل القوم استقبل بعضهم بعضا، وقوله تعالى في وصف أهل الجنة: ﴿إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ﴾ جاء في التفسير إنه لا ينظر بعضهم في أقفاء بعض، ثم قال المقابلة المواجهة والتقابل: مثله.
قال محمد تقي الدين: – نفهم من كل ما تقدم أن المقابلة المواجهة بين إنسانين أو شيئين وغيرهما. والتقابل التواجه وهو أن يستقبل الواحد الآخر وجها إلى وجه سواء أكان قريبا أم بعيدا وهذا المعنى وإن كان يمكن تأويله باللقاء والاجتماع، فإنه لم تجر به عادة العرب الفصحاء في تخاطبهم، وإنما هي عامية مصرية أدخلها الكتاب المصريون فيما يكتبونه من الفصيح، فتبعهم غيرهم من الكتاب كما تقدم في النقد العاشر من هذه المجموعة من قول المصريين (نسيت أنا الآخر) أو (غاب هو الآخر) فهي عامية مصرية أيضا. والمصريون لهم فضل وتقدم في الأدب العربي وغيره من العلوم فلا ينبغي لأحد أن يستنكف من الاقتداء بهم في صوابهم ولكنهم، مع ذلك كغيرهم، غير معصومين من الخطأ فلا يجوز تقليدهم تقليد الأعمى بل يجب على الكاتب أن يكون بصيرا بما يكتب، وبما يتكلم به، ويقرأه ويجعل الحكم للدليل.
56- ويقولون مثلا في منتصف شوال أو مارس القادم
يريدون الشهر الآتي والشهر لا يوصف بالقدوم إلا على سبيل التشبيه بالمسافر والتشبيه لا يحسن في كل موضع وقد صار ديدن الكتاب ألا يقولوا في الغالب إلا العام القادم وذلك تعبير يشين وجه اللغة العربية وأظنهم أخذوه من اللغة الإنكليزية لأنها لضيقها، ليس لها ألفاظ بإزاء كل معنى من المعاني فليس لها إلا لفظ واحد تستعمله لكل آت والقراء الذين يعرفون الإنكليزية يفهمون هذا حق الفهم، وليس عندي الآن من يكتبه بالإنكليزية إذا أمليته عليه فلذلك تركته واكتفيت بالإشارة (وكل لبيب بالإشارة يفهم) الدليل على ما قلته قال الفيروز أبادي في القاموس المحيط ما نصه: وقدم من سفره: كعلم، قدوما وقدماناً بالكسر: آب فهو قادم، ومنه نعلم أن القدوم لا يستحسن استعماله للعام والسنة والشهر، بل يقال الشهر الآتي والسنة القابلة والعام القابل، ولو استغنيت بالوصف فقلت مثلا لم أستطع أن أزورك في هذا العام وسأزورك في القابل إن شاء الله، لجاز ذلك وكان فصيحا أما الشهر فيقال فيه الآتي وأما قوله سبحانه وتعالى في سورة هود رقم (98) حكاية عن فرعون ﴿يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ﴾ فهو من قدم (بفتح الدال) في الماضي وضمها في المضارع بمعنى يتقدمهم يسير أمامهم إلى جهنم حتى يوردهم النار أي يدخلهم إياها وشبهت النار بالمورد وهو الماء الذي يقصد للشرب، والاستقاء أي أخذ الماء والتزود منه فعبر الكتاب العزيز بأورد، وأما قدم المسافر فهر بكسر الدال في الماضي وفتحها في المضارع، كما أشار إليه صاحب القاموس بقوله كعلِم.
57- ومن ذلك قولهم جلسة الأمس:
يعنون بذلك الجلسة التي وقعت في نهار اليوم الذي قبل يومك الذي أنت فيه. وهذا خطأ سببه الجهل باللغة وعدم التفريق بين معنى الأمس بالألف واللام وأمس بدونهما وبين اللفظين بَوْن بعيد تضل فيه القطى، فإنه إذا جاء بالألف واللام معناه الزمان الذي قبل زمانك دون تعيين يوم قريب أو بعيد وأما أمس بدون الألف واللام فمعناه نهار اليوم الذي قبل يومك. وأما الليلة التي قبل يومك فتسمى البارحة وأكثر الكتاب لا يميزون بين أمس والبارحة فيظنوهما سواء قال سليمان بن عمر الملقب بالجمل في حاشيته على تفسير الجلالين عند قوله تعالى رقم (24) من سورة يونس:﴿فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ﴾ ما نصه:
قوله بالأمس المراد به الزمن الماضي لا خصوص اليوم الذي قبل يومك، وأما أمس الذي هو اسم لنهار اليوم الذي قبل يومك الذي أنت فيه، ففيه لغتان للعرب: لغة الحجاز ولغة تميم، أما أهل الحجاز فهو مبني عندهم على الكسر في حال الرفع والنصب والجر تقول مضى أمسِ، بكسر السين، فهو فاعل مبني على الكسر في محل رفع. وتقول في النصب فعلت ذلك أمس، فأمس ظرف مبني على الكسر في محل نصب وتقول ما رأيته مذ أمس فمذ حرف جر، وأمس مبني على الكسر في محل جر، وفي كل هذه الأحوال تكسر السين من أمس بدون تنوين أما لغة تميم فإنهم يجرونه على إعراب ما لا ينصرف تقول على لغتهم مضى أمسُ بالرفع بدون تنوين، فأمسُ فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره وتقول في النصب فعلت ذلك أمسَ بدون تنوين فأمس ظرف زمان منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة في آخره، وتقول في حال الجر ما رأيته مذ أمْسَ فمذ حرف جر وأمس مجرور وعلامة جره الفتحة النائبة عن الكسرة لأنه اسم لا ينصرف وعلى هذه قول الشاعر:
لقد رأيت عجبا مذ أمسا
يأكلن ما في رحلهن همسا
عجائزا مثل السعالى خمسا
لا ترك الله لهن ضرسا
فقوله (مذ أمسَ) الألف زائدة لإطلاق القافية وأمس مجرور وعلامة جره الفتحة النائبة عن الكسرة لأنه اسم لا ينصرف، والسعالى جمع سعلاة، قال صاحب القاموس السِّعلاة والسعلاء بكسر السين فيهما الغول أو ساحرة الجن وتشبه المرأة العجوز عند إرادة ذمها بالسعلاة، قال الشاعر:
يا قبح الله بني السعلاة
زيد بن عمرو من شرار النات
قاله يهجو بني زيد بن عمرو، وشبه أمهم العجوز بالسعلاة وقوله في آخر البيت من شرار النات يعني من شرار الناس بإبدال السين تاء. وقال أبو حيان في تفسيره المسمى بالبحر المجلد الخامس ص 144 في تفسير الآية المتقدمة ما نصه وقوله كأن لم تغن بالأمس مبالغة في التلف والهلاك حتى كأنها لم توجد قبل ولم يقم بالأرض بهجة خضرة نضرة تسر أهلها وهو من غنى بكذا، أقام به. قال الزمخشري والأمس مثل في الوقت كأنه قيل كأن لم تغن آنفا اهـ – وليس الأمس عبارة عن مطلق الوقت ولا هو مرادف لقوله آنفا لأن آنفا معناه الساعة. والمعنى كأن لم يكن لها وجود فيما مضى من الزمان، انتهى كلام أبي حيان وهو واضح في أن الأمس تدل على الزمان الماضي قبل النطق بها من غير تعيين ليوم بعينه وقد خطأ أبو حيان الزمخشري في التعبير عن ذلك الوقت الماضي بقوله آنفا لأن معنى، آنفا: وقت قريب جدا من وقت النطق فلذلك عبروا عنه بالساعة أي في هذه الساعة. وهذا اللفظ بمعناه الذي أشار إليه أبو حيان موجود في سورة محمد رقم (16) قال تعالى: ﴿وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّى إِذَا خَرَجُوا مِنْ عِنْدِكَ قَالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مَاذَا قَالَ آنِفًا﴾ معناه: من المنافقين من يستمع إليك يا محمد، وأنت تحدث الناس، حتى إذا خرجوا من عندك قال المنافقون للمؤمنين الذين آتاهم الله العلم بكتابه وسنة رسوله، ماذا قال محمد آنفا أي في هذه الساعة حين كنا عنده، ولقد صدق أبو حيان في تخطئة الزمخشري فإن الأمس تدل على وقت من الزمان الماضي غير معين، وقال الإمام بن جرير الطبري في تفسيره الجزء الحادي عشر صفحة 72 ما نصه قوله أتاها أمرنا ليلا أو نهارا يقول جاء الأرض أمرنا: يعني قضاءنا بهلاك ما عليها من النبات إما ليلا أو نهارا فجعلناها: يقول فجعلنا ما عليها حصيدا يعني مقطوعة مقلوعة من أصولها وإنما هي محصودة صرفت إلى حصيد كأن لم تغن بالأمس يقول كأن لم تكن تلك الزروع والنبات على ظهر الأرض نابتة قائمة على الأرض قبل ذلك بالأمس وأصله من غني (بكسر النون) فلان بمكان كذا، يغنى (بفتح النون) به إذا أقام به كما قال النابغة الذبياني:
غنيت بذلك إذ هم لي جيرة
منها بعطف رسالة وتودد
يقول فكذلك يأتي الغناء على ما يتباهون به من دنياهم وزخارفها فيغنيها ويهلكها كما أهلك أمرنا وقضاؤنا نبات هذه الأرض بعد حسنها وبهجتها حتى صارت كأن لم تَغْنَ بالأمس كأن لم يكن قبل ذلك نبات على ظهرها انتهى كلام ابن جرير وعبارة البغوي والخازن موافقة لما نقلنا عن الإمام ابن جرير، ثم تأملت كلام النسفي في تفسيره فوجدته قد اقتدى بالزمخشري فأخذ كلامه بلفظه وقد رأيت ما رد به أبو حيان عليه، وقال صاحب المصباح في (أمس) اسم علَم على اليوم الذي قبل يومك ويستعمل فيما قبله مجازا وهو مبني على الكسر وبنو تميم تعربه إعراب مالا ينصرف فتقول ذهب أمس بما فيه بالرفع، قال الشاعر:
لقد رأيت عجبا مذ أمسا
عجائزا مثل السعالى خمسا
انتهى كلام المصباح – وقال ابن هشام في القطر، ص 20 وأما أمس إذا أردت به اليوم الذي قبل يومك فأهل الحجاز يبنونه على الكسر فيقولون مضى أمس واعتكفت أمس، وما رأيته مذ أمس بالكسر في الأحوال الثلاثة، قال الشاعر:
منع البقاء تقلب الشمس
وطلوعها حمراء صافية
اليوم أعلم ما يجيء به
وطلوعها من حيث لا تمسي
وغروبها صفراء كالورس
ومضى بفصل قضائه أمس
انتهى كلام ابن هشام، ثم ذكر بعد ما نقلت عنه ما تقدم في كلام المصباح أن بني تميم يعربونها إعراب مالا ينصرف إلا أنه ذكر تفصيلا في ذلك لم أر نقله فراجعوه إن شئتم، وقد يدخل الألف واللام على أمس الذي يراد به نهار اليوم الذي قبل يومك الذي أنت فيه لضرورة الشعر قال: زهير بن أبي سلمى في معلقته:
وأعلم ما في اليوم والأمس قبله
ولكنني عن علم ما في غد عم
ومن استعمال الأمس بمعنى الزمان الماضي قول بعض المحدثين:
إن الوجوه التي قد كنت تعرفها
بالأمس كانوا هنا واليوم قد رحلوا
يعني الأحبة كانوا هناك فيما مضى من الزمان واليوم لا يوجدون. وخير ما يحتج به في هذا المقام قول الله تعالى المتقدم ذكره في سورة يونس: ﴿فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ﴾ ولا يصح بوجه أن يراد به كأن لم تكن قبل يوم واحد كما رأيت نصوص الأئمة في ذلك إذا تقرر هذا فاعلم أن صاحب لسان العرب وصاحب القاموس ذكرا كلاما مفصلا في أحكام (أمس) اللفظية ولم يحققا معناه إذا كان بالألف واللام وإذا كان بدونها وإذا أريد بأمس يوم من الأيام الماضية فإنه يعرب وينون تقول لم يقع ذلك في أي أمس من الأموس أي لم يقع هذا الأمر في أي يوم من الأيام الماضية ومن ذلك تعلم أن أمس إذا كان نكرة يجمع على أموس في جمع الكثرة وأمُس، بضم الميم، كفلس وأفلس في جمع القلة ويظهر لي أن أداة التعريف تدخل على أمس النكرة ولا تدخل على أمس إذا كان معرفة إلا لضرورة الشعر كما تقدم مثاله.
58- ومن ذلك قولهم في الشيء الذي هو في غاية الكمال أو الجمال (ممتاز) وهو مأخوذ من اللغات الأجنبية لأن العرب لا تقول في الاستحسان والتفوق ممتاز بل تقول حسن، جميل جدا، فائق، بلغ الغاية في الكمال، ونحو ذلك. أما الممتاز فهو الذي يتميز عن غيره، قال تعالى في سورة يس رقم (59) ﴿وامتازوا اليوم أيها المجرمون﴾ جاء في تفسير الجلالين في هذه الآية ما نصه: ﴿سَلَامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ﴾ سلامٌ مبتدأ (قولا) أي بالقول خبره ﴿مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ﴾ بهم، أي يقول لهم سلام عليكم (و) يقول ﴿وَامْتَازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ﴾ أي انفردوا عن المؤمنين عند اختلاطهم بهم، اهـ.
قال محمد تقي الدين في إعراب قوله تعالى سلام ﴿سَلَامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ﴾ وجوه أحدها ما ذكره وأحسن منه أن يقال سلام مبتدأ وسوغ الابتداء بالنكرة أمور منها العموم، وقولا مفعول مطلق لفعل مقدر، تقديره سلام. يقال لهم قولا، والجملة الفعلية في محل رفع، خبر المبتدأ، أما المعنى فهو أن الله سبحانه وتعالى يقول للمؤمنين السعداء: سلام عليكم، تكريما لهم وهم في دار كرامته ويقول للمجرمين الكافرين والمنافقين امتازوا اليوم أيها المجرمون انفردوا وتميزوا عن المؤمنين لتنالوا العذاب المهين، فالمجرمون ممتازون عن المؤمنين وليس ذلك من المدح في شي فقد يتميز الإنسان أو الشيء عن غيره بالحسن أو القبح أو السعادة أو الشقاء فإطلاق ممتاز للاستحسان من غزو اللغات الأوربية للغة القرآن نسأل الله أن يأخذ بيدها ويرد لها شبابها وجمالها، وقال صاحب القاموس وتميز القوم وامتازوا صاروا في ناحية، وفي التنزيل العزيز: ﴿وَامْتَازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ﴾ أي تميزوا وقيل انفردوا عن المؤمنين.
59- ومن الأخطاء الشائعة عند المذيعين والمعلمين إلا قليلا منهم كسر الجيم من جُدة وهي بضم الجيم مدينة معروفة على ساحل البحر الأحمر وهي فرضة مكة شرفها الله، قال صاحب القاموس والجُد بالضم ساحل البحر بمكة كالجدة، وجدة موضع بعينه منه، اهـ، نفهم منه أن الجُد بضم الجيم، والجدة بالضم أيضا اسم بساحل البحر بقرب مكة، وجدة موضع بعينه من ذلك الساحل.
قال محمد تقي الدين:– وهذه الكلمة من مثلثات اللغة العربية التي هي بحر زاخر بالألفاظ والمعاني والمراد بالكلمة المثلثة هي التي يتغير معناها بتغير حركة الحرف الأول منها فيكون لها إذا فتح الحرف الأول منها معنى وإذا ضم يكون لها معنى ثان وإذا كسر يكون لها معنى ثالث، فالجَدة، بفتح الجيم أم الأب وأم الأم والجُدّة بضم الجيم، ساحل البحر بقرب مكة، والجِدة بكسر الجيم، ضد البلى والقدم، وفي لغة القرآن من هذه المثلثات شي كثير خصه بالتأليف إمام النحو قطرب فنظم قصيدة ضمنها كثيرا من المثلثات منها قوله:
الغَمر ماء غزرا
والغُمر ذو جهل سرا
والغِمر حقد سترا
من عجم أو عرب
أفاد بذلك أن الغَمر بفتح الغين، هو الماء الكثير والغِمر بكسرها هو الحقد الكامن في الصدر والغُمر، بضم الغين هو الجاهل الذي لا يميز بين الحق والباطل، والحالي والعاطل وهكذا كل أبيات هذه القصيدة، ويوجد كتاب أوسع من ذلك وأشمل للمثلثات وهو مثلثات العرب لبعض المتأخرين واسمه حسن قويدر.
وإلى الجزء التالي بحول الله وقوته.
المدينة المنورة – الدكتور محمد تقي الدين الهلالي
مجلة دعوة الحق: العدد 137 (العدد الخاص – السنة 14) – شعبان 1389هـ – ماي 1971م – ص: 64-67.