نقد وتحليل بقلم الأستاذ العلامة المصلح الشيخ محمد تقي الدين الهلالي
بسم الله الرحمن الرحيم
نشرت مجلة (Bombay India of Weekly Illustrated The المصور الأسبوعي للهند بمباي في 27 أغسطس 933) ضمن سلسلة مقالات في تاريخ الشرق للكاتب الإنكليزي (كراهام لويس) مقالاً تحت عنوان (مأساة أميرة عربية) ارتكب فيه أخطاء عظيمة، وها أنا ذا مترجم مقاله، فراد عليه بما يجلي الشبهة، ويوضح الحقيقة بعد مقدمة وجيزة في بيان سبب كثرة الأخطاء والأغلاط الجهلية، والخطيئات العمدية، التي تكثر جدًّا في كل ما يكتبه الإفرنج عن الإسلام والمسلمين، والشرق والشرقيين.
مقدمة في أخطاء المستشرقين وخطاياهم
أيجوز أن نتلقى بالقبول كل ما يكتبون عن الشرق ؟
لهؤلاء العلماء الأوربيين الذين يَتَسَمَّون بالمستشرقين أخطاء، ولهم خطيئات أيضًا، أما أخطاؤهم فمنشؤها القصور؛ لأن أكثرهم إذا لم يكن كلهم يتعلمون الآداب والعلوم الشرقية بأنفسهم بمطالعة الكتب، ويستعينون بتراجم أمثالهم ممن سبقهم، فَيُلِمُّون باللغات والعلوم إلمامًا ضعيفًا لا يمكن صاحبه أن يجلس على منصة الحكم ويقضي بالقسطاس المستقيم، والكتب وحدها لا تهدي ضالاًّ، ولا تعلم جاهلاً، وما أحسن ما قاله أبو حيان النحوي وإن كان قد أخطأ في إيراده بالتعريض بالإمام ابن مالك.
يظن الغُمر أن الكتب تهدي… أخا فهم لإدراك العلوم
ومن يُدري الجهول بأن فيها… غوامض حيرت عقل الفهيم
إذا رمت العلوم بغير شيخ… ضللت عن الصراط المستقيم
وتلتبس الأمور عليك حتى… تكون أضل من تُوما الحكيم [1]
وقد قيل: لا تأخذ العلم عن صُحُفي، ولا القرآن عن مصحفي[2]، فأكثر المستشرقين صحفيون في العلوم الشرقية، ولنضرب لذلك مثلاًً (جورج سايل) أول من ترجم القرآن إلى الإنكليزية، وهو أحد الثلاثة الذين شهد لهم العلامة أحمد بن فارس الشدياق رحمه الله بالمعرفة الحقيقية للغة العربية، وحكم على سائر المدعين لمعرفتها على عهده في البلاد البريطانية أنهم لا يعلمون، ولذلك قرأت شيئًا من ترجمته، فوجدت في الجزء الأول من القرآن أربعين غلطة، وكتبت في ذلك مقالات نشرتها في مجلة الضياء الهندية في السنة الماضية (1352).
ومثال آخر رسائل أبي العلاء المعري ترجمها إلى الإنكليزية عالم إنكليزي نسيت اسمه، وطُبعت في أوربة، طالعتها فوجدتها مشحونة بالأغلاط.
ومثال ثالث ترجمة محمد مار مادويك العالم الأديب الشهير صاحب مجلة (إسلاميك كلتشر) أي الثقافة الإسلامية، وله تصانيف جياد قرأت شيئًا من ترجمته للقرآن فوجدت فيها أغلاطًا واضحة جدًّا، وكتبت إليه بشيء منها فاعترف وأجابني شاكرًا وطالبًا المزيد، إلا في غلطة منها؛ فإنه أبى أن يعترف وعمي عليه فهم الصواب فيها، وهي في قوله تعالى: { أَلاَ إِنَّهُمْ هُمُ المُفْسِدُونَ وَلَكِن لاَّ يَشْعُرُونَ } (البقرة: 12) ومثيلتها قوله بعد ذلك: { أَلاَ إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِن لاَّ يَعْلَمُونَ } (البقرة: 13) ترجمها بما معناه أليسوا سفهاء… إلخ، ووضع علامة الاستفهام في آخر الجملة، وكذلك صنع بالتي بعدها، فلم يميز بين (ألا) المركبة التي هي همزة الاستفهام ولا النافية كقوله تعالى: { أَلاَ يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الخَبِيرُ } (الملك: 14) ؟ وقول الشاعر :
ألا اصطبار لمن ولت شبيبته… وآذنت بمشيب بعده هرم
وبين (ألا) الاستفتاحية البسيطة كما في الآية، وفي قول امرئ القيس: ألا أيها الليل الطويل ألا انجل البيت، فكتبت إليه جوابًا وضحت له المسألة، فرجع إلى الاعتراف وقال: إنني متعجب جدًّا من عدم انتباه الأستاذ الغمراوي لهذه الأغلاط، وأنا قد اعتمدت عليه في تصحيح الكتاب، وأقمت سنتين في مصر بقصد تنقيحه.
ولو كان الزمان مواتيًا والفرصة سانحة لصححت ترجمته من أولها إلى آخرها؛ لأنها أول ترجمة قام بها إنكليزي مسلم وآخرها أيضًا، وإن لم تسلم من الأغلاط المعنوية أيضًا؛ ولكنها على كل حال أفضل من تراجم النصارى.
وأما الخطيئات فيرتكبها ثلاثة أضرب من المستشرقين :
(الضرب الأول) هم القسيسون المتعصبون كجورج سايل المتقدم ذكره ومرجليوث وزويمر ومن على شاكلتهم، والحامل لهم على ارتكابها شدة بغضهم للإسلام وللشرق كله من أجل الإسلام.
(الضرب الثاني) السياسيون المستعمرون وغرضهم معروف.
(الثالث) الأدباء الذين لا يترفعون عن الكذب وزخرف القول ليكتسبوا بذلك المال الوافر، والشهرة الواسعة، وإعجاب القراء الأوربيين الجاهلين، الذين يصدقون كل ما يقرؤون عن الشرق والشرقيين.
ولعل (مستر لويس كراهام) محرر المقالات الشرقية الأدبية التاريخية في مجلة (المصور الأسبوعي) التي تُنشر باللغة الإنكليزية في مدينة (بمباي – الهند) من هذا الضرب الأخير؛ فإنه كتب مقالاً في المجلة المذكورة بتاريخ … تحت عنوان (مأساة أميرة شرقية) وملأه بالأكاذيب والأخطاء والخطايا، وستقف على ذلك فترى كيف يعبث كُتاب أوربة بالحقائق، ويتحدثون عن التاريخ العربي بما يشبه قصص ألف ليلة وليلة، لا فيما ينشر في بلادهم فقط، بل فيما ينشر في الشرق الإنكليزي وأكثر المستعمرات وشبه المستعمرات أيضًا، ونحن عن ذلك غافلون أو متغافلون.
قبل الشروع في نخل مقال كراهام، ووضعه على محك النقد يجب عليّ أن أعترف بأن هنا لك قسمًا رابعًا من المستشرقين هم بريئون من تعمد الخطيئات ومبرؤون عنها، وكانوا قبل هذا الزمان قليلاً جدًّا، فمنهم توماس كارليل وجيبون وكوثى، وأما في هذا العصر فهم بحمد الله كثير لا يحصون؛ ولكن الخاطئين أكثر منهم بكثير، بل لا مناسبة بينهم، فيجب علينا أن نفتح عيوننا، وننظر ماذا يقال عن أدبنا وتاريخنا في الصحف والمخيلات (السينمات) ودور التمثيل وسائر الأندية، ونغبر في وجوه المبطلين اهـ.
قال لويس كراهام :
الجمال في النساء يجلب لمن تحلت به كفلين متساويين من سعادة وشقاء، وصحف التاريخ طافحة بالحوادث التي أتاح الحسن فيها للمرأة الثراء والغنى، والمكانة، والنعيم والعذاب.
يظهر أن كل صورة ظهرت ملأى بالنور والغبطة تكون خاتمتها أبدًا ظلمة وانحطاطًا من شامخ إلى هوة سحيقة.
ليلى بنت الجودي الغساني رئيس القضاة وُهِب لها جمال زاهر يحرق قلوب الرجال، ويبعث أهواءهم، لقد اشتهرت شهرة واسعة بالجمال الفاتن منذ صباها، ولم تلبث أن تزوجت بمالك بن نويرة، وكان مالك صديقًا حميمًا للبطل الإسلامي العظيم (خالد بن الوليد) ولأسباب خارجة عن هذه القصة أتى مالك عملاً جعل خالدًا لا يثق به، وساءت العلاقات بينهما جدًّا، حتى انتهى ذلك إلى أن صار كل منهما رئيسًا لفرقة معادية للأخرى، وكلتا الفرقتين تبذل أقصى جهدها للفتك بالأخرى بحجة شرعية في معتقدها الخاص، ولم تدم هذه الواقعة طويلاً حتى وقع البائس مالك بن نويرة هو وحليلته ليلى أسيرين في يد خالد.
والآن قد ألممنا بشيء من وصف ليلى نقول: إنها وهبت قلبها لزوجها، وعزمت على أن تبذل كل مرتخص وغالٍ في الدفاع عنه لتربح حياته، وكانت النساء إذ ذاك محتجبات، وكان كشف وجوههن يعد خزيًا وعارًا، ومع ذلك تزينت ليلى بحليها، وأرادت أن تجعل حسنها شفيعًا في زوجها، فعزمت على أن تقصد خالدًا تطلب منه الرحمة، وتظهر أمامه سافرة، وتضم إلى حسنها شفيعًا آخر وهو أعذب ما تقدر عليه من الكلام لعله يهب لها حياة مالك.
كانت تلك الليلة ليلة لهو وطرب وسرور، وانبساط وشرب خمور، في معسكر خالد، والجنود مغتبطون قاعدون حول النار يصطلون، ويعددون أعمال ذلك اليوم (الوقعة) وبينما هم كذلك إذا بشبح متزمل بعباءة كثيفة يجتازهم حتى يقف أمام فسطاط خالد، فما هي إلا همسة يهمسها الشبح للحارس حتى يلج الفسطاط، ويرى خالد مضطجعًا على سريره ليستريح، وكانت ستائر الخيمة من الجوخ العالي الذي أُخِذَ من الغنائم، وذلك السرير بعينه جاء من قافلة فارسية، وكان الفسطاط مضاء بنور ضئيل، ورائحة العود تعبق فيه وتزيده روعة وجلالاً، وما وقع بصر خالد على الشبح حتى نزع العباءة الضخمة التي كانت تحيط به، وظهرت ليلى أمام خالد، ولم تلبث إلا لحظة حتى جثت على ركبتيها، وتفجر من بين شفتيها الجميلتين جدول منحدر من الكلام، وكأن قلبها في مخالب طائر،
وأسعدتها عيناها ففاضت بالدموع، فرأت ابتسامة على شفتي خالد، واهًا! لقد نجحت! لقد أذاب جمالها قلب القائد الحربي الحديدي، سُرت ليلى بذلك.
بغتة يكسر صوت خالد ذلك السكون، وكان صوته غليظًا خشنًا من الغضب، ما كادت ليلى تسمع رنين لفظه حتى جحظت عيناها من الرعب، ولما رأت الرجل الذي دعاه خالد فزعت منه، وأرادت أن تجفل؛ ولكن دمها صار جمدًا حين سمعت نص الحكم الذي فاه به القائد، اضرب عنق مالك في الحين، وادع لي إمامًا يعقد لي على ليلى الآن.
أما الرعب والفزع الذي وقع لهذه المرأة السالبة للعقول فلا يمكن وصفه، فتصور القارئ له خير من أن أصفه له، فكرت ليلى لحظة وهي في غاية الاضطراب، فتحققت أن جمالها هو الذي خذلها وأسلمها، لقد أنتج عملها ضد المقصود، فبدلاً من أن توقظ رحمة خالد أيقظت هواه، لم يضع شيء من الوقت ففي الحال أُبْلِغ البائس مالك الحكم، وما شعرت ليلى وهي لا تزال جاثية ذاهلة أمام سرير خالد إلا وصوت مالك يرشق قلبها المثقل بالآلام ضغثًا على إبالة (هذا هو سر القضية، ما قتلني إلا أنت)، وهكذا صارت ليلى زوجًا لخالد لاعنة جمالها الذي كان نكبة عليها.
حقًّا لقد كان جمال هذه المرأة مدهشًا، وناهيك أنه في وقعة عقرباء جالت جنود خالد جولة (انهزمت انهزامة قليلة) فهجم العدو على فسطاط خالد، وكان سيدهم (مجاعة) قد أسرته خيل خالد من قبل، فوجدوه مطروحًا هناك موثقًا، فأراد هؤلاء البدو المتوحشون أن يقتلوا ليلى؛ لكن جمالها الفتَّان كان قد سرى في قلب (مجاعة) وعمل عمله، فدفعهم عنها وأجارها منهم، وأرادوا أن يفكوا أسره، فأبى وفضَّل أن يبقى أسيرًا عند ليلى ليمتع بصره بالنظر إليها حينًا.
واشتهر جمال ليلى وطار صيتها في الآفاق حتى صار الناس يتغنون به في المدينة، فهاج هوى عبد الرحمن بن أبي بكر فأخذ يشبب بها، ويتغنى بحبه لها، وما زال هائمًا بها حتى أسعده الحظ بتزوجها فرفعها إلى أعلى مكانة من الإجلال حتى هجر لأجلها نساءه وخليلاته (سراريه).
لكن ذلك الإجلال والعشق كان فارغًا؛ لأنه إنما كان يحب الجمال الجسمي، ضاربًا عرض الحائط بجمالها النفسي، كان زواجه غمًّا عليها وحزنًا، لم تزل الأميرة البائسة تذكر مالكًا وأيامه السعيدة، ولما وجدت نفسها في مستوى الحيوان الأعجم إن هي إلا متعة وملهاة، انقبضت نفسها، واستولى عليها الهم، وغلب عليها الصمت، فنحل جسمها، وذبل جمالها، فذبل معه حب عبد الرحمن لها.
وفي خاتمة الأمر رجعت إلى بيت أبيها لتقضي بقية أيامها في تفكير هادئ، وهكذا كانت عاقبة هذه المرأة العجيبة – كانت حياتها كما ترى حياة شاقة أدت لأجلها ثمنًا غاليًا حتى على حسنها وجمالها.
* * *
في الفسطاط
صور الكاتبُ داخلَ فسطاط خالد صورة تضاهي غرفة أحد ملوك الهند في العصر الحاضر، فهذه النارجيلة الطويلة قائمة منتصبة، وهذه باطية بلورية مملوءة خمرًا تحفها الكاسات النفسية، وهذه المباخر يتصعد في جو الحجرة دخانها ويعبق طيبها، وهذه المصابيح الجميلة معلقة يتوقد نورها، وهذا خالد بن الوليد الذي اخترعته مخيلة كراهام مرتديًا ثيابًا فاخرة على الزي المصري تخاله أحد العمد المترفين جالسًا على كرسي مزخرف بديع، وتحت قدميه الحافيتين كرسي جميل لوضع القدمين، وها هي ذي المائدة البهية منصوبة عليها من الفواكه ألوان وأفنان.
وهذه ليلى ابنة الجودي عارية النصف الأعلى من جسمها تقريبًا، متزينة بأقراطها وفتخاتها، وثلاثة أزوج من الأساور، فزوج في عضدها، وآخر أسفل قليلاً من مرفقها، وثالث في معصمها، متجردة في سراويل بلا غلالة ولا درع، وحجالها في أسفل ساقيها إلى كعبيها، غادة بيضاء، وسيمة جيداء، ملفوفة لفاء، هضيمة الخصر عظيمة ما تحته، طوالة زلحة برهرهة (ولولا التأدب مع المرحوم العلامة أحمد بن فارس صاحب الساق على الساق لأسهبت في سرد هذه الأوصاف) ترى هذه المرأة الفتانة جاثية على ركبة واحدة، محدقة النظر في وجه خالد العبوس، جزوعًا هلوعًا، مستعطفة مستحرمة بعينيها، ومنظرها الذي يذيب الجماد، بله،جدول الكلام المنصب المنساب من شفتيها كما قال كراهام مخترع القصة نفسه.
وأما خالد هذا الخيالي فيتصوره الرائي مقطب الوجه إلا أن عينيه لا تستطيعان أن تخفيا ما سرى في جسمه ونفسه من الهيام بحسن هذه الدمية الجاثية بين يديه، وهي كما قال الكاتب (تراجيدي) أي مأساة ترق لها قلوب الأسود الهصر، والسباع الضارية، لو كانت حقيقية أو خيالية، أما وقد أساء مخترعها إلى القراء بأن جعلها في الدعوى حقيقة تاريخية، وفي الواقع خرافة خيالية؛ فإن ذلك يغض من روعتها، ويقلل من تأثيرها، ويشوش تصورها.
فيا ليت شعري أكان كراهام لويس جادًّا أم هازلاً، جاهلاً أم متجاهلاً، مستهزئًا بنفسه أم بالقراء، أم بالتاريخ أم بالأدب حين أخذ صورة امرأة خليعة من نساء الفرس الساكنين في بمباي ووضعها بين يدي صورة فلاح غني من ريف مصر في غرفة راجا هندي مترف، وقال للناس هذه صورة خالد بن الوليد القائد العربي، لا في بيعة بحمص أو دمشق (فيكون الأمر لولا النارجيلة والخمر قريبًا) بل في معسكره بالبطاح من أرض بني تميم وهو في سرية متحفز لقتال أهل الردة ؟ لكن هذا الكاتب الظريف أبى له خياله إلا أن يجعل فسطاطه مجلس كسرى أو قيصر، وأضاف إليه نارجيلة، لئلا يحرم من زينة مجالس أولي النعمة والترف من أهل الشرق الأقصى، وليس على فكره بمستنكر أن يجمع الأزمنة في زمان واحد، والأمكنة المختلفة في مكان واحد، والأشخاص المتعددين في شخص واحد كما سيأتي بيانه في تحقيق قصة ليلى ابنة الجودي، لقد أعجبني جدًّا ما قال الأستاذ معين الدين أحد رفقاء دار المصنفين في رده على هذا الكاتب في مجلة (معارف) الأوردية؛ فإنه بعد أن فند ما تكذَّبه الكاتب، وأدى إليه ما يستحقه من الاحتقار قال ما ترجمته: تصويره خالدًا وفسطاطه كمن يصور المسيح على طيارة يحوم في جو باريس ويتفرج على قصورها. اهـ.
(يتبع)
((يتبع بمقال تالٍ))
——————————-
(1) المنار: اشتهر اسم تُوما الحكيم حتى صار مضرب المثل في الجهل المركب من جهلين، الجهل بالأمر، والجهل بهذا الجهل، إذا قال الشاعر في هجائه :
قال حمار الحكيم توما… لو أنصف الناس كنت أركب
لأنني جاهل بسيط… وصاحبي جاهل مركب.
(2) الصحفي من يأخذ العلوم عن الصحف بدون تلقٍ عن العلماء، وهو بالتحريك نسبة إلى الصحيفة؛ لأن العرب تنسب إلى المفرد لا إلى الجمع، والمصحفي من يتلقى القرآن من المصحف لا عن القراء الحفاظ وكل منهما يكون كثير الغلط والخطأ.
مجلة المنار: ج 7 المجلد 34 (29 رمضان 1353 – 5 يناير 1935) ص: 536-543