بقلم المجاهد الدكتور تقي الدين الهلالي، نشرت في مجلة “الحرية” التي تصدر في تطوان:
مرضت منذ سنتين وبضعة أشهر، فكنت كلما اشتد على المرض فكرت فيمن يهمه موتي ويبكيني، فيتمثل أمامي بعد أولادي وأهلي، الأمير شكيب أرسلان في مكتبه يحرر رثاء لي، وإن كان مريضا، وإن قد نهاه أطباؤه عن العمل وحذروه كل التحذير، ولم يكن يساورني في ذلك أدنى شك. أي والله! إنه الخل الوفي، في الشهود والغياب والقرب والبعد، والحياة والممات. ولكن قدر لي أن أعيش بعده أتجرع مرارة فقده، وأكتب رثاءه بهمتي الفاترة، وقريحتي الكليلة. وبأي قلم وبأي لسان أصف هذا النابغة العظيم؟ ولا سيما ونحن في زمن صار فيه الإطراء والكذب ديدنا للكتاب والخطباء من أهل البلاد المتكلمين باللغة العربية، فإذا مدحوا مدحوا جزافا بلا كيل أو وزن، وإذا ذموا كذلك، قد قلت في مجالس كثيرة في البلاد الإسلامية وفي أوربة: لو أن رجلا سافر من آخر بلد في الصين إلى جنيف ليرى الأمير شكيبا وليسمع حديثه فقط لكان مغتبطا بسفره، موقنا أنه أسعد الناس به. هكذا قلت في حياته، فكان الناس يفهمون كلامي ذاك فهما ناقصا. أما اليوم فسيفهمونه فهما تاما. إن الأمير شكيبا من الرجال الذين لا يعرف العالم كله مكانتهم إلا بعد وفاتهم. ولا أقول: أنه كان مجهول القدر أو خاملا، فإن صيته في العالم كله، عند العرب وعند العجم، لم يظفر بمثله أحد منذ دهر طويل. ومع ذلك لم يبلغ العالم غاية معرفته. ومن الآن فصاعدا لا يجد المدرس لسيرته صعوبة في إفهام طلبته مراده. كان الأمير شكيب أمة وحده، فقد كانت الأمة العربية والإسلامية تكافح في ميدان، والأمير شكيب يكافح وحده في ميدان، وكان جهاده وحده على جهادهم مجتمعين، ذلك بأنه كان يجاهد جهاد رجل من عرب صدر الأمة الإسلامية الذين فتحوا الأمصار، وسادوا، وجعلوا الجبال دكا وجعلوا مكانها سهولا، وملأوا الأرض عدلا ونورا. وغيره من المجاهدين كانوا يجاهدون جهاد قوم نهكهم الاستعمار، وأخمدهم تألب الأمم، ووهنهم تغلب المسيطرين فنزلت درجة حرارتهم إلى حد أفقدهم نشاط الحياة الموجودة عند الأمم التي تستعبدهم. وقد كان مثله أو أحسن منه عند أسلافهم. إذن فالأمير شكيب عربي من المخضرمين؛ تأخر وجوده لحسن حظ أهل هذا الزمان، وسوء حظه هو: فإنه لقي من المناوئين في داخل الأمة ما لم يلق مثله من أعدائها فثبت رابط الجأش لجميع ما أصابه من الداخل والخارج، ولم يحد عن صراطه المستقيم في جهاده حتى جاءه اليقين.
ميزان الأمير شكيب وإنصافه
لم يكن الأمير أبو غالب فردا في جهاده فقط، بل كان فردا كذلك في عمله وأدبه الدرسي والنفسي. فجميع العلل التي أصابت العرب والمسلمين في أخلاقم لم يصبه منها شيء، فبقدر ما كان معتزا ومعتدا بنفسه وأمته كان متواضعا لأبناء قومه باذلا لهم نفسه وماله. واضرب لذلك مثلا فأقول: إن أكثر عظماء العرب والمسلمين في هذا الزمان يعتبرون رأي الرجل على قدر منزلته، فرأي الكبير عندهم دائما كبير، ورأي الصغير صغير؛ وبعبارة أخرى يعرفون الحق والفضل بالرجال. فإذا تكلم إنسان أو كتب لا يحكمون على رأيه حتى يسألوا عنه، فإن كان مجدودا ذا منزلة عالية في المجتمع وذا وجاهة، أغدقوا على رأيه المدح والإطراء، وجعلوا له المكان الأول!. وإن كان خاملا أهملوا رأيه مرة واحدة، وإن كان فوق الخامل ودون النابه أعطوه منزلة بين منزلتين!. أما الأمير شكيب وأهل التهذيب الكامل من الأوربيين فإنهم حين يضعون رأي رجل في الميزان العلمي والأدبي لا يفكرون في شخصه ألبتة. وعندما يقف لسان الميزان عن تمايله يصدرون الحكم عليه بالتدقيق؛ لا يبخسونه ذرة ولا يزيدونه ذرة وهذا عزيز في أهل البلاد الشرقية والإسلامية، وفي أهل البلاد الأوربية المنحطة أيضا. فهو آية الله الباهرة في الإنصاف. وكنت عنده في جنيف سنة 1936 عندما وضع الوفد السوري بالاتفاق مع الحكومة الفرنسية أساس المعاهدة بين سورية وفرنسة، وكان متفقا مع رجال الوفد وهم جميل مردم بك وهاشم بك الاناسي وفارس بك الخوري. فجاءوا جنيف من باريس وأدب لهم الأمير مأدبة فاخرة، حضرها جم غفير من الشرقيين والغربيين. فلما رجعنا من الفندق الذي كانت فيه المأدبة أخذنا نتحدث في تلك المعاهدة، فقلت له: لا يجئ منها شيء أبدا ولا فائدة فيها فخشن إلي رحمه الله القول، على سبيل المباسطة وطرح الكلفة، فقلت لك رأيك ولي رأيي وسترى. فلما تحقق رأيي رجع رحمه الله واعترف بصواب رأيي. وتجادلت معه ببرلين في شهر أكتوبر سنة 1939 فقال الأمير:
إن ألمانيا ستنتصر في هذه المرة، فإن ألمانية سنة 1939 ليست هي ألمانية سنة 1914، فقلت له: أنا لا أعرف ألمانيا سنة 1914. وإنما أعرف هذه، ولن تفوز في هذه الحرب. وأحسن لها أن تظفر بصلح لا بأس به. هذا إن ساعدها الحظ. وبنيت حكمي على ما علمته من تعادي الوزارات، وتطاحن الجماعات في داخل الحكومة الألمانية. ولم يكن يحفظ توازنهم ويحول دون تصادمهم، إلا هتلر. ولن تفلح دولة يتوقف صلاحها على رجل واحد. فأصر كل منا على رأيه. ونسيت أنا هذه المحاورة. وفي الشتاء الماضي، كتب إلي أول كتاب بعد الفترة التي قطعت الحرب المكاتبة فيها بيننا، وأنا في غرناطة، فذكرني بهذه القضية وقال لي كان العالم كله على رأي وأنت على رأي. وقد صدق رأيك. فكأنما كنت تنظر بظهر الغيب. فذكرني بشيء كنت قد نسيته، ولي معه أمثال هذا كثير. هذا مع أني في أمور السياسة وتاريخها بالنسبة إليه كلا شيء. وأما مسائل العربية والدين فكان رحمه الله يستفتيني فيها، ويظهر إعجابه بجوابي. وقد سجل بعض ذلك في كتابه “السيد رشيد رضا”، وأما شجاعته في حرب الحديد والنار فرفاقه في حرب الإيطاليين بطرابلس يشهدون بها. أما الشجاعة الأدبية فالعالم كله يطأطئ رأسه أمامها.
“وبعد أن ذكر الدكتور الهلالي ملخص سيرة الأمير في أيام الدولة العثمانية وأعماله وجهاده في جنيف قبل الحرب الأخيرة قال”:
شكيب والمعاهدة مع فرنسا 1937
وحين برق لأهل الشام البرق الخلب بتلك المعاهدة مع فرنسة وآمن بها الأمير عينت الحكومة السورية الأمير رئيسا للمجمع العلمي بدمشق. فتوجه إلى دمشق، فما وصل مصر حتى كانت فرنسة قد رجعت عن تلك المعاهدة، فكر الأمير راجعا إلى جنيف (1) لأنه أقسم، ومثله من بر بقسمه، ألا يضع القلم من يده. وألا يغمد سيف لسانه، حتى تنال بلاده بل وبلاد العرب والإسلام حريتها الكاملة. فاستأنف أبو غالب جهاده ولم يكن جهاده خاصا بالدفاع عن وطنه. ولا عن الشرق وحده بل كان دفاعا عن العرب والمسلمين أينما حلوا شرقا وغربا، ولم أر أحدا فيما مضى قبل تأسيس الجامعة العربية يدافع عن المغاربة من أهل الشرق العربي غيره.
كيف زار برلين؟
ولما أضرمت نار الحرب العالمية الأخيرة كان لا يزال يدافع عن وطنه، فاقتضى الجهاد أن يكون ميله مع عدو بلاده. وكان رحمه الله خاليا من مكر السياسيين ودهائهم وحيلهم. وهذا هو الذي كان ينقص سياسته. وقد ضره كثيرا، وكان من عادته أن يزور ألمانيا في بعض الأحيان ترويحا عن النفس، وأنسا بأصدقائه. ومرة شد الرحل إلى زيارة كاتب هذه السطور من برلين إلى (بن) 8 ساعات في القطار السريع. ولم يكن في زيارة ألمانيا خطر قبل الحرب. فلما جاء زمن الحرب أراد أن يزور ألمانيا، وكتب إلي أني قادم برلين خفية، ولا أحب أن يعلم بقدومي أحد؛ وربما أضطر إلى عدم لقائك؛ لأني أخشى إن علم الفرنسيون بقدومي أن يظنوا الظنون. ويصادروا أملاكي التي أعيش بها، وهي في قبضتهم ببلاد الشام. فاستحسنت منه هذا الحزم. وكتبت له أني، وإن كنت مشتاقا إلى رؤيتك، فالمهم المقدم. وبعد ثمانية أيام؛ جاء إلى برلين فزارني بمكتب الإذاعة العربية، واجتمع عليه كل من كان هناك من العرب. وكتب المذيع بالعربية نبأ قدومه، بدون إذنه؛ ليزين به إذاعته به، واردت منعه من ذلك، فكذب وقال: إني استأذنت الأمير، فأذن لي. فعذلته في ذلك ، فقال: أما المذيع فهو كاذب، وما كنت أحب أن يعلن نبأ قدومي: وأما زيارتك في الإذاعة فكنت في مكان قريب من دار الإذاعة، أسعى لتحصيل الإذن بإخراج ثلاثة آلاف مارك اجتمعت لي من كراء داري التي هنا، فعزمت على زيارتك. فقلت له: كان يكفي عن هذا كله كلمة في التلفون، وأنا أجيء إليك. فقال لي: الأمر بيد الله. وقد أقام في برلين أكثر من شهر، يحاول تحصيل الإذن من وكالة الغياب، بواسطة موظف كبير في وزارة الخارجية، فلم يحصل شيئا، ورجع بلا شيء، ولم يخرج معه ولا ماركا واحدا، وأوصاني بالتردد على وزارة الخارجية؛ لعلي أحصل على الإذن؛ وأبعث له المال فبقيت بضعة أشهر بلا جدوى. وبقي ذلك المال إلى اليوم هناك.
“شتائم فرنسا وانجلترا”
ومع ذلك كلفته هذه الزيارة لألمانيا ثمنا غاليا، فإن الأمر الذي كان يخشى وقوعه وهو زيادة غضب الحلفاء، ومصادرة أملاكه في بلاد الشام قد وقع، ووقع أكثر منه وذلك أن إذاعات فرنسة وبريطانية، وإذاعات البلاد الخاضعة لهما وصحفها؛ وخطباءها المجاورين أمطروا على الأمير وابلا من الشتائم مدة طويلة. واخترع راديو باريس حكاية لفقها مضمنا أن هتلر أنعم على الأمير، في حفلة شاي بلقب “ابن برلين” وأن الأمير أصر على ألا يترأس الحفلة إلا رجل سامي فامتنع من ذلك هتلر، ثم أقنعه كوبلز بأن المصلحة تقتضي التسامح فترأس الحفلة البارون أو ينهايم، وهو في الأصل يهودي لكنه خدم الدولة الألمانية خدمة جليلة فاستثنته من المعاملة التي فرضتها على اليهود!.
سويسرا تضايق الأمير
ولما رجع الأمير إلى جنيف وجد الحلفاء ألزموا حكومة سويسرة ألا تسمح له بالخروج أبدا. فقالت له هذه الحكومة. إن خرجت من بلادنا فإننا نمنعك من العودة إليها. وهذا كله نشأ عن سلامة القلب التي كانت في الأمير رحمه الله. وصمد الأمير للحلفاء، فشن عليهم حربا عوانا، في مجلته وفي صحف أمريكا العربية قبل دخولها في الحرب، واستمر على ذلك. ولما وقعت الثورة الشامية الأخيرة؛ فرأى تشرشل وحكومته وقفوا في وجه فرنسة وألزموها الوفاء بالوعد انقلب صديقا حميما لبريطانية وأخذ يقول: كنت أبغض تشرشل بغضا شديدا ثم صرت الآن أحبه حبا شديدا. وانقلب عدوا لهتلر وحكومته حين رآه لم يعمل شيئا للعرب إبان قوته، فكتب مقالات في ذم هتلر، ووصفه بالعته والجنون، وذم الشعب الألماني لخضوعه لرجل مثله وقال أنه لا يفلح.
ولما وضعت الحرب أوزارها، ولم يبق لفرنسة حكم على بلاده عزم على الرجوع إلى وطنه، ولكن كاهله كان مثقلا بالديون، فعاقه ذلك على المبادرة إلى الرجوع، وأخذ يسعى ويكد ويكدح لقضاء ذلك الدين ليتسنى له الرحيل وهو خالي الذمة.
العودة إلى الوطن
وفي أول أغسطس من هذه السنة كتب إلي رحمه الله يقول: قد بعثت جميع أثقالي إلى بيروت وسأسافر بأهلي قاصدين لبنان بطريق مرسيلية، وبعث لي مقالا في سيرة لسان الدين بن الخطيب، نشرته في المجلة لحينه. وكان ذلك ويا أسفاه، آخر ما كتب به رحمه الله.
ومنذ وصل بيروت لم يرد علي منه خبر، وكنت أعلم مما كتب إلي به من تحذيرات الأطباء له من إجهاد النفس بالعمل، وتصريحهم له بأنه إن لزم الراحة يمكن أن يعيش مدة من الزمان وإلا فإنه على خطر، وفي يوم الإثنين مساء 14 محرم 1399 اهتزت أسلاك البرق وتجاوبت أصداء الإذاعات في العالم كله بنبأ وفاته.
وقد عاش الأمير 83 سنة، كلها جهاد متواصل، وكفاح متوال، في ميادين كثيرة، وهذا الرجل لا تفي بأخباره إلا المجلات الكبار، وقد طال هذا المقال؛ دون أن أكتب فيه ولا عشر ما أريد كتابته.
معارفه التي لم تدفن معه
كان الأمير شكيب دائرة معارف حية ناطقة، فلم تر عيني مثله في سعة المعلومات في الفنون التي كان يحسنها، ولا رأى هو مثل نفسه في ذلك. وكان يجيد من اللغات العربية والتركية والفرنسي فهذه اللغات الثلاث كان فيها أديبا كاملا.. وحاول إتقان الألمانية فلم يبلغ فيها مراده. وكان يعلل ذلك بكبر السن وأنا أظن أن السبب في عدم تحصيله لها اعتماده على الدروس وحدها وعدم مخالطته لأهلها الذين لا يعرفون غيرها ومحاورتهم زمنا طويلا بها وكان رحمه الله إذا حاول التكلم بالألمانية في الأمور السهلة يفهم المخاطب مراده. فإذا تكلم معه أحد بها لا يفهم إلا قليلا لعدم سماعه لها كثيرا.
ومخلفاته ثلاثة أنواع: رسائل الإخوان. فلو تصدى رجل لجمع ما عند إخوانه الكثيرين من رسائله لبلغت مجلدات كثيرة. والنوع الثاني المقالات المنشورة في الصحف والمجلات وهي كثيرة جدا. فإنه أخذ يكتب في الصحف منذ كان عمره 5 سنة وبقي يكتب فيها إلى أن جاوز الثمانين. والنوع الثالث تآليفه وليس عندي الآن منها شيء.
وكان يغلب عليه الأدب حتى أجمع الناس على تسميته بأمير البيان. وله شعر عال جمع جملة منه في ديوان مطبوع ولكن نثره أبلغ من شعره. وكذلك التاريخ القديم والحديث. فإذا أخذ يتحدث عن الحروب الصليبية مثلا، يذكر الوقائع مؤرخة بتواريخها وأسماء الأشخاص كأنه كان حاضرا معهم. أما تاريخ القرن الأخير بجميع أطواره وأحداثه السياسية فإنه يحدثك عنه كما يحدث بما شاهد في يومه. وينبغي أن نكف عنان القلم فقد تجاوز هذا المقال الحد. وإن أقدرني الله وشفيت من المرض جمعت ما أقدر عليه في سيرته، وإلا فالأعمال بالنيات. وفي الأمة كثير ممن يقوم بهذا الواجب ولله الحمد. فرحم الله الأمير شكيبا رحمة واسعة. ونوجه تعازينا لآله الكرام، وأخص بالذكر شقيقة رب السيف والقلم الأمير عادل أرسلان ونجله الأمير غالبا وأهل بيته وأمته ونسأله أن يلحقنا به مؤمنين.
——————-
(1) لما غدرت فرنسا بالسوريين سنة 1939 وأزالت الجمهورية الاستقلالية وأقامت جمهورية الشيخ تاج الدين المزيفة كتب حسن الحكيم الذي عملته فرنسا رئيس وزارة لسورية كتابا إلى الأمير شكيب وهو في مصر يطلب منه القدوم إلى دمشق ليتقلد منصبه وهو رياسة المجمع العلمي العربي، فأجابه الأمير شكيب بكتاب حازم صريح بأنه لا يقبل العمل مع حكومة سورية تقوم على أسنة الرماح الأفرنسية وأنه يرفض رياسة المجمع وكل وظيفة رسمية، ثم عاد إلى سويسرا. المصنف.
تطوان
تقي الدين الهلالي
– صحيفة الحرية: الأربعاء 23 محرم 1366 هجرية.
– مجلة لسان الدين، السنة الأولى، الجزء الثامن والتاسع: ربيع الأول وربيع الثاني 1366هـ – فبراير ومارس 1947، ص: 1-16
– كتاب ذكرى الأمير شكيب أرسلان، تصنيف: محمد على الطاهر، ص: 343-349