المعلوم أن الله یكرم أولياءه بما شاء من خوارق العادات. ومن أعظم الكرامات التي شاهدناها بأعيننا في هذا الزمان ما وقع لزعيم العرب والاسلام السید أمين الحسيني. فقد أحاطت الجيوش البريطانية به في بیت المقدس، فغاب غيبة ثم ظهر في لبنان وكانت الجيوش الفرنسية محيطة به هنالك مدة إقامته بلبنان، فغاب غيبة أخرى تم ظهر في بغداد وبقي فيها مدة ثم غاب وظهر في طهران وهناك اشتد الطلب البريطاني عليه حتی جعلت الحكومة البريطانية لمن يأتيها به حيا أو ميتا خمسة وعشرون ألف ليرة. ودخلت جيوش الحلفاء طهران وهو لا يزال موجودا فيها، فغاب غيبة طويلة استغرقت شهرين كاملين لا يعرف الناس أثنائها أهو حي ام ميت، ثم ظهر في برلين. وبقي في ألمانيا إلى أن استولت عليها جيوش الحلفاء قبل نحو سنة، فغاب غيبة أخرى ثم ظهر في سويسرة، فسلمته هذه إلى فرنسة وهي من أشد أعدائه فحفظه الله من شرها وعاملته بالاحسان لا حبا في معاوية ولكن بغضا لعلي. وفي هذه الأيام غاب غيبة أخرى ولا يزال مختفيا والطلب جار عليه من قبل الدولة البريطانية. وقد بلغنا أنه استقر بالشرق العربي ورجع اليه رجوع الأسد الغضنفر إلى عرينه مؤيدا منصورا محفوفا بكرامة الله ولطفه فهذه كرامات الأولياء الذي لا تحتاج إلى حدس وتخميس؛ لأنها ظاهرة للأبصار ظهور الشمس في رابعة النهار. والله ولي المومنين.
تقي الدين الهلالي
مجلة لسان الدين: الجزء 1 السنة 1 – شعبان 1365 / يوليو 1946 – ص: 34